الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين اما بعد
استيقضت على رنين هاتفي المحمول فإذا باحدى الاسر تتصل على في الصباح الباكرمن ايام الاجازة التي عرفت بتقلب وضع الحياة فركت عيني ثم رددت :الو
فأجابني : صوت طفل كيفك عمو
- الحمد لله انت كيفك
- الحمد لله ,عمو ممكن تسجلني في المدرسة
- ابشرحبيبي بكرة اجي اخذ ملفك
-شكرا عمو مع السلامة
ذهبت والحمدلله بعد توفيق الله سجلت اليتيم بعد عناء
وسررت بادخاله المدرسة وتكفلت بايصاله لها بل كنت ولي امره عند المدرسة
وتجري سنة وهو يعيش اسعد اللحظات فرحا بدخوله المدرسة
اعلنت المدرسة عن حفل لاولياء الامور واعطوه ورقة لاستدعاء ولي امره وهنا كانت بداية المه وشعوره بالنقص فهو رغم حداثة سنه يعلم ان الحفل للاباء وهو يتيم
فمزق ورقة الاستدعاء وقلبه الصغير يبكي حزنا على يتمه
بلغني امر الحفل من احد مدرسيه قبل يوم الحفل فاتصلت به وقلت له :بكره نروح حفل اوليا الامور فقال :لالا
-ليش ......وياليتني ماسألت فقد كان جوابه صاعقة بريئة شققت قسوة قلبي فقال
-الحفل للاباء وانا ماعندي اب (قالها والحزن يعصر قلبه الصغير )
اختنقت بعبرتي وحاولت التخفيف عن نفسي قبل نفسه ثم تداركت وحاولت معه حتى وافق على الحضور على مضض
في الحفل التصق خلفي كأنه لا يريد من احد رؤيته او بالاحرى رؤية بؤسه الواضح في تقاسيم وجهه الجميل
سرني ما سألت عنه فقد كان متميزا في دراسته وكان يسر هو بسماع مديح الاساتذة
لكنه كلما شاهد احد زملائه تحول حاله وتكدر وكأن قلبه يذكره بأنه يسعد لوحده فلا اب هناك يشاركه سروره وما اقسى تلك اللحظات التي مررنا بها فقد مزقت فؤادي تلك النظرات الحائرة في وجوه اباء زملائه وي كأنه يرى فيها وجه ابيه الغائب
ذهبنا في يوم تسلم النتائج فدخل المدرسة وانتظرت خارجها فعاد وعلى وجهه تعابير البؤس المعتادة فجال بخاطري ان مستواه متدني لكن كيف ومدرسيه يمدحونه اعطاني الشهادة وهو صامت لم اتكلم اخذت النتيجه ثم صرخت بفرحة بددت سكون الجو مبروك حبيبي الف مبروك
لم يتغير حاله يجلس وعينيه تنظران الى الاسفل سألته مابك فقال بصوت باك متحشرج
كل واحد ينجح ابوه يوعده بهديه وانا بابا ميت ...... آآآ ه كم كانت لحظة حزينة فعلا ليس للنجاح طعم ان لم يشاركك فيه ابوك ثم اكمل بلهفة تصدق ياعمو ان صاحبي يبكي عشان ابوه اشترى لعبه ما عجبته ....... ( ثم قال كلمة بلسانه لا والله انها من قلبه لكنها كلمة كبيرة جدا لم ادرك يوما ان هذا الصغير يملك هذا العقل والحس فقال ):
انا لو بابا حي حتى لو ضربني ابوسه وما ازعل منه
فازدادت لحظتي صمتا وضياعا لم اعرف ماذا اقول
وعدته بهدية على نجاحه وتفوقه فسر رغم الحزن والقهر الذي ملاء صدره
مضت الايام واشتاق للهدية الموعودة وكنت في حيرة ماذا احضر له
لكنه ذكي اخذ يلمح لي عن لعبة رآها عند ابناء جيرانه وانها اعجبته تلك اللعبه لكنه رغم رغبته بها لم يطلبني اياها صراحة ....... ففهمت
الحمد لله في تلك الايام انجبت اخته بنتا ففرحوا بها وبشروني فباركت لهم
وقد كنت اعددت الهدية التي ارادها وغلفتها ثم احضرتها له فظن انها لاخته التي انجبت البنت فلم يفتحها وبعد ساعة اتصلت به وقلت مارأيك في الهدية فقال : أهي لي قلت نعم
ولم يكن يتصور انها ماطلبه مني ايحاءا فقال : افتحها الان واتصل عليك
بعد قليل اتصل علي : عمو عمو شكرا شكر واخذ يصرخ ويلقي بكلمات لا افهمها من شدة صراخه الفرح ثم اخذ يقبل سماعة الهاتف ثم توقف حماسة وقال الان تجيني ياعمو الان
قلت ليش
قال الان تجيني
قلت ليش طيب
فقال كلمة والله لهي أشهي لدي من الحياة
قال : تعال ياعمو ابغى ابوسك بوسه كبييييرة
فسقطت دمعة من عيني تشرح مقدار فرحي ولم تسعني الدنيا فتبسمت وقلت حسنا اتيك في وقت لاحق فقال : بس البوسه دين فضحكت
ثم حمدت الله وشكرته ودعوت للمؤسسة بخير كونها سببا لهذه النعمة العظيمة شرف الرعاية بأيتام مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم