من أهم المراحل التي يمر بها الإنسان هي مرحلة الطفولة، فأكثر التطورات التي تظهر عند الفرد تكون في فترة الطفولة، ففي المرحلة الأولى من حياته التي لاتتجاوز السنة الأولى يبدأ الطفل بتأقلم مع البيئة المحيطة به ويتفاعل معها، ودور الأب والأم مهم في هذه الفترة، حيث يجب عليهما منح الطفل العطف والحنان والرعاية حتى يتم تهيئة المناخ الذي له التأثير في تطور الطفل.
فالطفولة هي ذلك الأمل الذي يبنى عليه المجتمعات، والأطفال هم أساس قيام المجتمعات، وعلى هذا الأساس فأن المجتمع الذي تكون نسبة الوفيات فيه أقل من نسبة الولادات سوف يستمر ويستطيع أن يثبت أقدامه بين المجتمعات المتطورة والمتقدمة في جميع المجالات، أما المجتمع الذي تكون نسبة الوفيات فيه أكبر من نسبة الولادات فأنه سوف يفقد مكانته في المجتمع الإنساني ويضمحل دوره، ويشغل مكانه ذاك المجتمع الذي يعتني ويهتم بشؤونه الداخلية .
فالطفل في مراحله الأولى لايعلم سوى تلك الأبتسامة البريئة التي تخرخ منه ويقضي معظم وقته في النوم الذي هو بحاجة اليه، حتى يستطيع جسمه أن يكمل نموه وتطوره، ويعيش الطفل في هذه الفترة في عالم بعيد عن تلك المشاكل الأجتماعية التي تتميز بها المجتمعات في وقتنا الحاضر وعالمه يكون خالي من تلك العقد الاجتماعية.
فعلى كل أبناء المجتمع أن يتعاونوا في تربية الطفل على تلك الأسس السليمة ، وان يعملوا على توفير كل أسباب التي توفر للطفل الطفولة السعيدة، ولكن وخصوصاً الطفل الذي يعيش في العالم الثالث يعيش حالة من البؤس ويعاني في الكثير من الأحيان الخوف والرعب والحرمان بسبب الظروف السيئة التي تعيش فيها العوائل في تلك المجتمعات التي يستفحل فيها الجهل بمتطلبات الطفولة، حيث لاتتمتع الطفولة في هذه المجتمعات بالحماية المطلوبة، وفي بعض البلدان لايتذوق الطفل طعم الطفولة التي هو بحاجة ماسة اليها من أجل تطور وتنمية أعضائه ففي بعض المجتمعات يجب على الأطفال العمل من أجل توفير القوت اليومي لعائلاتهم، ويحرموا من فرص التعليم، فهم يكبرون مع المشاكل الأسرية الموجودة في مجتمعهم منذ نعومة أظفارهم، فهناك الجوع والحاجة والتربية الغير سليمة وأفتقار بلدان العالم الثالث إلى المؤسسات التربوية، هذا بالإضافة إلى أسباب أخرى ، وبسبب سوء التغذية وعدم الرعاية الصحية يتعرض هؤلاء الأطفال إلى الكثير من الأمراض التي تحد من أستمرارهم في الحياة ، وكذلك ما يقوم به وسائل الأعلام وخصوصاً التلفزيون من نشر ثقافة تسئ إلى الطفولة وتسبب لهم الكثير من الصدمات النفسية التي ترافقهم في كل المراحل الحياتية .
وما يميز تلك المجتمعات هو حالة القمع التي يتعرض لها الفرد بكل فئاته، فنرى بأن الطفل يتعرض إلى القمع من أخيه الذي يكبره سنأ وكذلك من الأب والأم ، فكل من هو أكبر منه سناً يتسلط عليه، فهذا كله يمنعه من التعبير عن مايجول في خاطره، ويحرمه من أبداء رأيه .
فعلى الأهل والمؤسسات التربوية أن تعمل على غرس الأمن والطمأنينة في نفس الطفل وأن تعمل على أن يمارس الطفل حقه في جميع المراحل التي يمر بها.
والأهم من كل ذلك أن تبنى تلك المؤسسات علىالأساليب الديمقراطية والأسس التربوية السليمة، فالطفولة هي أساس قيام المجتمعات، فالمسؤولية تقع على عاتق المؤسسات التربوية والقانونية في تلك البلدان في حماية الطفولة من التجاوزات التي يتعرض لها الطفل، وتوفير تلك الوسائل التي يستطيع الطفل من خلالها ممارسة هواياته ، وكذلك يجب تعويد الأطفال على القيام بأدوارهم في المجتمع وتعويد هم على المساواة بين الجنسين ،والعمل على مسح تلك الثقافة التي غرست فيه ونما عليها تلك التي كانت تفرق بين الجنسين
وخلاصة القول فنحن كنا ضحية لثقافة الخوف والرعب التي عشناها ويعيشها أطفالنا في ظل الأنظمة القمعية وحالة الولاء الأعمى للمؤسساتها.
منقوووووووووول
سيف الله